مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/27/2022 09:50:00 م
قضية ثلاث جرائم في جريمة واحدة 3 - تصميم المصممة وفاء مؤذن
قضية ثلاث جرائم في جريمة واحدة 3
تصميم المصممة وفاء مؤذن
سنكمل أحداث القضية التي تم ذكرها في الجزء السابق.

القضية المجنونة 

-وبعدما أصدرت المحكمة حكمها، بإدانة راس بقتل زوجته، وبالرغم أنه تم رفض الأدلة التي تثبت براءته لأسباب مجهولة، وتحديداً في شباط عام ٢٠١٤، حدث شيء غير من مجرى الأحداث. 

-حيث أن اثنان من هيئة المحلفين القائمة على القضية، ذهبوا إلى إحدى الصحف المشهورة، وأفصحوا لهم عن معلومات في غاية الأهمية، وأن الحكم كان ظالم والتهمة ملفقة على |زوج الضحية|، وأن صديقة بيتسي والتي أخذت أموال بوليصة التأمين، زاعمةً أنها اتفقت مع بيتسي على اعطائهم لابنتيها إذا حدث لها مكروه، ولكنها تهربت ولم تعطيهم شيئاً، حتى أنهم قاموا برفع دعوى قضائية عليها للحصول على حقهم، وقامت بتغيير أقوالها بخصوص وصية بيتسي. 

- والأهم من ذلك، والذي كان يعتبر في منتهى الخطورة، وهو أن بام كانت على علاقة بشخص يدعى مايك، وكان رئيس المحققين في هذه القضية، وشهد ضد راس في المحكمة، وهذا أمر |غير قانوني| وغير مسموح به أبداً، فكيف يكون مايك وهو مسؤول عن التحقيق بالقضية على علاقة مع بام، وهي طرف من أطراف القضية، بل كانت أحد المشتبه بهم لولا علاقتهما معاً، وبذلك لم تكن المحاكمة عادلة، ولم يؤدي رجال الشرطة واجبهم كما يجب. 

-وفي شباط عام ٢٠١٥، قدم محامي راس |استئناف للمحكمة|، وقامت المحكمة بإعادة المحاكمة، وكان المسؤول عن الحكم قاضٍ آخر، غير الذي أصدر الحكم في المحاكمة السابقة، وفي الواقع لم يكن هناك أدلة تدينه بتلك الجريمة، والحذاء الذي كان يعتبر الدليل الأقوى، تبين لهم أن الدماء قد نثرت عليه عمداً، واتضح أنه من فعل فاعل، وحتى أن الرسالة الموجودة في جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص ببيتسي، والتي ادعت بام أن لم تقرأها من قبل، اتضح أيضاً أنها تعلم ما بداخلها كلمة كلمة. 

- وبعد مرور أربع سنوات على الجريمة، تذكرت بام بعض المعلومات المهمة جداً، وهي أنها بعد خروجها من منزل بيتسي، شاهدت في الخارج شخص شعره أسود وقصير، وكأنها تحاول أن تصف لهم راس،  وبدا لها من شكله أنه مريب بعض الشيء، ولكن لسوء حظها، لم تستطع أن توقع به مرة أخرى. 

-وتم الإفراج عنه في ٧ تشرين الثاني عام ٢٠١٥، بعد ما سجن أربع سنوات ظلما،ً بناءاً على أدلة غير كافية لإدانته، وبعد خروجه قام برفع دعوى للحكم عليه افتراءً بدون أي أدلة ضده. 

- وفي ١٦ آب من عام ٢٠١٦، بعد خروج راس بشهر، اتصلت بام بالطوارئ، وأخبرتهم أن هناك شخص يهددها بالسكين، ويجبرها على الذهاب معه للبنك، لتعطيه أموال راس، وهي في سيارتها بالمرآب، ركضت للمنزل، وأخذت مسدسها وأطلقت عليه خمس رصاصات. 

-وهذه |الجريمة| تُبين أن راس هو أرسل الرجل لملاحقتها، وبعد التحريات، أدرك المحققين أن القصة فيها شيء خاطئ، وأن الشخص الذي هددها وقتلته، يدعى لوي جامبر بير، وقد تعرض لحادث عام ٢٠٠٥، وأصبح لديه إعاقة عقلية وجسدية، وليس لديه القدرة على مهاجمتها واللحاق بها. 

- وقبل مقتل لوي بعدة أيام، هناك سيدة قدمت بلاغ للشرطة، أن هناك سيدة جاءت لمنزلها بنفس مواصفات بام، وأنها معدة برامج في قناة ام بي سي، وأنها تريد شخص يمثل أنه يقوم بمكالمة للطوارئ مقابل ألف دولار، ووافقت بالبداية لكن عندما طلبت منها الذهاب لمنزلها للقيام بذلك، شعرت أن الأمر غير طبيعي، ومما زاد شكوكها أنها كانت لوحدها، ليس معها مصورين أو كاميرات. 

- وجاء بلاغ بنفس القصة من شخص آخر، واكتشفوا من كاميرات المراقبة، أن سيارة المرأة التي ادعت بأنها معدة برامج، هي سيارة بام، واكتشفوا من سجلات هاتفها المحمول أنها كانت في منطقة سكن لوي قبل ساعة من وفاته. 

-وتم إيجاد مئة دولار في جيب لوي، وكان رقمها التسلسلي متتالي مع المال الموجود في منزل بام، وعثروا أيضاً في جيبه على ورقة فيها تعليمات غريبة ( اذهب وخذ مال بوليصة التأمين من بام، ثم اقتلها)، وحتى السكين التي ادعت أنه هددها بها، كان قد قامت بشرائها حسب الفواتير وتسجيلات كاميرات المراقبة. 

قضية قديمة تفتح من جديد

- وفي ٢٣ آب من عام ٢٠١٦، تم القبض عليها بتهمة القتل العمد للمدعو لوي جامبر بير، وأثناء التحقيق حاولت الانتحار. 

وتم فتح ملف قضية قديم، وهو حادث وفاة والدتها، وقد كانت والدتها كبيرة بالسن، ومصابة بمرض الزهايمر وألم في المفاصل، وفي ٣٠ تشرين الأول من عام ٢٠١٣، كانت والدتها مقيمة في دار لرعاية كبار السن، ذهبت لزيارتها وأخبرت العاملين هناك، أن والدتها لن تحضر عشاء هذه الليلة، ولا فطور الصباح، وفي اليوم التالي، عثر على والدتها وقد سقطت من الطابق الثالث على الأرض، وكان هذا كفيلاً بالقضاء على حياتها. 

-في البداية تم اعتبارها حادثة عادية، واعتقدوا أنها فقدت توازنها وسقطت، وبعد فحص الطب الشرعي، أظهرت النتائج أنها تناولت كمية كبيرة من الحبوب المهدئة، وكان لدى والدتها بوليصة تأمين، بنصف مليون دولار. 

-وحصل راس على اثنا مليون دولار، تعويضاً عن سجنه ظلماً مدة أربع سنوات، و تم الحكم على بام بالسجن المؤبد. 

فما رأيكم بهذه القضية؟

بقلمي: تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.